فلم تر إلا فالقا هام فيلق ... ونحرا له تحت العجاجة ناحر

وأبيض ماضي العزم فيهم يقدّه ... بأبيض ماضي العزم أبيض زاهر

ونسمع من جرس الحديد بسوقهم ... غناء غوان ما لهن مزاهر

قصرن خطى صهر الدمستق وابنه ... وفيهن عن سعي الضلالة قاصر

رأى الثغر مثغورا فسد بسيفه ... فم الدهر عنه وهو سغبان فاغر

مساع يضل الشعر فيهن جهده ... وتهلك في أوصافهن الخواطر

ومستردفات من نساء وصبية ... تثنى على أكتافهن الغدائر

بنيات أملاك أتين فجاءة ... فهنّ وفي أعناقهن الجواهر «1»

قال: ذكر غزاة أبي العلاء بن حمدان، وقد دخل من نواحي ملطية في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، فأوغل في بلد الروم، وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من العذب والرايات على رماحهم.

قال ابن خالويه: ومآثر أبي العلاء أكثر من أن تحصى وهو الذي ضمن عن بني البريدي «2» ستمائة ألف دينار ثم أمرهم بالهرب ودارى السلطان عنهم حتى صلح أمرهم، وأقرهم على أعمالهم فما دخلوا مدينة السلام إلّا مالكيها وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل (292- ظ) منها إلّا عمامة خز، وله مثل ذلك كثير.

نقلت من كتاب المأثور من ملح الخدور، تأليف الوزير أبي القاسم بن المغربي وذكر بخطه نسب أبي العلاء كما أوردناه، وكتب بعده: وبعض حساد هؤلاء القوم يرميهم بالدعوة، ويقول إنهم موالى اسحاق بن أيوب التغلبي، وذلك باطل وأصله أن كثيرا منهم أسلموا على يد اسحاق هذا، فتطرق القول عليهم لاجل ذلك، وقد قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015