ما أطيب وقتا وأهنا ... والعاذل غائب وغافل

عشق ومسرة وسكر ... العقل ببعض ذاك زائل

والبدر يلوح في قناع ... والغصن يميس في غلائل

والورد على الخدود غصن ... والنرجس في الجفون ذابل

والعيش كما أحب صاف ... ولأنس بمن أحب كامل

مولاي يحق لي بأني ... عن مثلك في الهوى أقاتل

لي فيك وقد علمت عشق ... لا يفهم سره العواذل

في حبك قد بذلت روحي ... إن كنت لما بذلت قابل

لي عندك حاجة فقل لي ... هل أنت إذا سألت باذل

في وجهك للرضا دليل ... ما تكذب هذه المخائل

لا أطلب في الهوى شفيعا ... لي فيك غنى عن الوسائل (14- ظ)

ذا العام مضى وليت شعري ... هل يحصل لي رضاك قابل

ها عبدك واقفا ذليلا ... بالباب يمدّ كف سائل

من وصلك بالقليل يرضى ... الطلّ من الحبيب وابل

وأنشدني لنفسه على الوزن والقافية:

ما لي وإلى متى التمادي ... قد آن بأن يفيق غافل

ما أعظم حسرتي لعمر ... قد ضاع ولم أفز بطائل

قد عزّ عليّ سوء حالي ... ما يفعل ما فعلت عاقل

ما أعلم ما يكون مني ... والأمر كما علمت هائل

يا رب وأنت بي رحيم ... قد جئتك راجيا وآمل

حاشاك بأن ترد ضيفا ... قد أصبح في ذراك نازل

يا أكرم من رجاه راج ... عن بابك لا يرد سائل

أخبرني أبو الفضل زهير بن محمد قال: كتب إليّ جمال الدين يحيى بن مطروح يطلب مني درج ورق ومدادا، قلت: وأنشدنيها ابن مطروح لنفسه بدمشق:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015