وكان الغمام من بعد وهن ... مازحته بقرفف «1» جريال
تطبّى الشيب بعد طول مشيب ... والكريم الحليم بعد اكتهال
كنت في عينها كمرود «2» كحل ... صرت في عينها كشوك السيّال «3»
حيث صار السواد مني بياضا ... وتبدلت أرذل الإبدال
فإذا الخيل أصبحت بي قياما ... صافنات وأينقي وجمالي
(141- و)
بجناب ابن سالم وحماه ... احتمى «4» جانبي وجاهي ومالي
مثل ما كنت في عراق دبيس ... لم تكن تخطر الهموم ببالي
فإذا سائلت قشير بمصر ... ونمير بن عامر كيف حالي
وكلاب وفتية من عقيل ... ورجال ببرقة من هلال
كان رد الجواب إني بخير ... ما عدت مالكا «5» صروف الليالي «6»
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: كتب إليّ أبو عبد الله محمد ابن محمد بن حامد الكاتب، ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو البدر محمد بن علي ابن أبي البدر الكاتب الواسطي بها قال: أنشدني المجفجف البدوي لنفسه في بعض أصحاب سيف الدولة صدقه:
تريد الثنا ما للثنا عند معزل ... تريد مزيدا ما عليك مزيد
تمزّق ثوب المجد عن كل لابس ... وثوب سعيد الأريحي جديد
قال ابن النجار: زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح، أبو نعمة القشيري، المعروف بالمجفجف، الشاعر، بدوي كثير الشعر، جيد الألفاظ، حسن المعاني،