بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي
سمعت راجح بن اسماعيل الحلبي ينشد الملك الظاهر قصيدة يرثي بها الأمير أبا الحسن علي بن الامام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، وقد ورد الخبر الى حلب بوفاته، وجلس السلطان الملك الظاهر للعزاء فأنشدهم:
أكذا يهد الدهر أطواد الهدى ... ويرد بالنكبات شاردة الردى
أكذا تغيب النيرات وينطفي ... ما كان من أنوارها متوقدا
يا للرجال لنكبة نبوية طوت ... العلى قلبا عليها مكمدا
ولحظة شنعاء لاحظها الهدى ... دامي الجفون فغض جفنا أرمدا
لو كنت بالشهباء يوم تواترت ... أنباؤها لرأيت يوما أسودا
يوم تزاحمت الملائكة العلى ... فيه فعزت عن علي أحمدا
قصدت أمير المؤمنين رزية ... عادات وقع سهامها أن تقصدا
هي ضعضعت شم الجبال وأخضعت ... من لم يكن لمذلة متعودا
شنت على حرم الخلافة غارة ... شعواء غادرت الفخار مطردا
فسقت أبا حسن ثراك صنائع ... لك ليس تبرح غاديات عودا
يا طود زلت فزلزلت أرض ... ... أن تتمهدا «2»
يا ليث من يغني غناءك والظبى ... تبكي دما يا غيث من يروي الصدا