قال ابن الأرزق: حدثني شيخ قديم قال: وكان برمك واقفا بباب هشام فمر به محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فأعجبه ما رأى من هيئته فسأل عنه فأخبر بقرابته من النبي صلّى الله عليه وسلم فقال لابنه خالد بن برمك: يا بني إن هؤلاء أهل بيت النبي وهم ورثته وأحق بخلافته والأمر صائر إليهم فإن قدرت يا بني أن يكون لك في ذلك أثر تنال به دينا ودنيا فافعل، قال: فحفظ خالد ذلك عنه وعمل عليه عند خروجه في الدعوة، وكان خالد بن برمك أحد العشرين الذين اختارهم الشيعة لإقامة الدعوة بعد النقباء الاثني عشر.
قال أبو حفص بن الأزرق: سار برمك- يعني- من عند هشام بن عبد الملك حتى قدم جرجان، فنزل على يزيد بن البراء وأعلمه ما صار إليه من الخليفة وزوج ابنه خالد بن برمك من أم خالد بنت يزيد، وكان خالد أحب ولده إليه، وكان يقول فيما ذكر المشايخ عنه: به يجبر الله ولدي وأهل بيتي (337- ظ)
قال ابن الأزرق: وحدثني عمرو بن بحر الجاحظ قال: حدثني ثمامة بن أشرس قال: كان أصحابنا يقولون: لم يكونوا يرون لجليس خالد بن برمك دارا إلا وخالد بناها له، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له، ولا ولدا الا وخالد وهب له أمه، ولا دابة الا وخالد وهبها له إما من نتاجه أو غير نتاجه.
قال وحدثني بشر بن حرب بن يزيد الطالقاني، وغيره من مشايخ الدعوة أنهم كانوا يسمون خالد بن برمك أمين آل محمد.
قال: وحدثني بشر بن فاستك شيخ من أهل الباميان «1» عن علي بن عصمة قال: كان يقال: ما من أحد من أهل خراسان إلا ولخالد بن برمك عليه منّة، وذاك أنه قسط الخراج عليها وأحسن فيه الى أهلها.
قال ابن الأزرق: وكان خالد بن برمك سمع من أبيه ذلك القول في محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وحفظ عنه وبحث عن الأمور بعد أبيه حتى انكشفت له فكاتب الإمام وراسله، وكانت رسل الإمام تأتيه وأمره ونهيه يرد عليه، وصير من الدعاة الذين يتلون النقباء فكان اسمه في كتاب الدعوة فيهم مع نظرائه من الدعاة