رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ، وعليّ يسقي القتلى من أصحاب الحسين فقلت له: اسقني، فأبى، فقلت: يا رسول الله مره يسقني، فقال: ألست ممن عاون علينا؟ فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، ولكنني أبيعهم أوتاد الحديد، فقال: يا عليّ اسقه فناولني قعبا مملوء قطرانا، فشربت منه قطرنا، ولم أزل أبول القطران أياما، ثم انقطع ذلك البول عني، وبقيت الرائحة في جسمي، فقال له السدي: يا عبد الله كلّ من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمدا أبدا. «1»
أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل، فقال: أفيكم الحسين؟ قالوا: نعم قال: أبشر بالنار، قال: أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، من أنت؟ قال: أنا حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، فنفرت به الداية (85- و) فتعلقت به رجله في الركاب، فو الله ما بقي عليها منه إلّا رجله.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال:
أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، شفاها، قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أسد بن القاسم الحلبي قال: رأى جدي صالح بن الشحام بحلب، رحمه الله، وكان صالحا دينا، في النوم كلبا أسود، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره، فقلت: هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة، وهممت لأفعل ذلك، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول:
يا صالح لا تسقه، يا صالح لا تسقه، هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش الى يوم القيامة.
أخبرنا أبو نصر، إذنا، قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الفضل الرازي قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن هرون قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: أخبرنا العباس بن محمد مولى