قال فكتب إليّ متعتبا ووصل متقربا:

قل لعماد الدين الذي رقمت ... أقلامه في طروسه الحللا

تزيد أبصارنا اذا نشرت ... نورا فتجلو بحسنها المقلا

فابن هلال ونجل مقلة لو ... راما مداه في الخط ما وصلا

فكل تال لها ومستمع ... يهز عطفا من راحها ثملا

يا بحر علم عذبا لوارده ... كيف أساوى بفضله وشلا

لك اليراع الذي تفل به البي ... - ض المواضى وتعزل الأسلا

أودعه الله ذو الجلال كما ... أراد رزق العباد والأجلا

عمك عم الأنام نائله ... فصير الناس كلهم خولا

وساد كل الورى بسؤدده ... وشاد مجدا سامى به زحلا

من كنت قدما ربيب نعمته ... نشوا وغصن الشباب ماذبلا

فلو رأى حاتم مواهبه ... لصار من جود كفه خجلا

أراه مولاه ما أعدله ... في الخلد فانقاد للردى جذلا

وارتاح للراحة التي امتزجت ... بالروح فيها وعاف دار بلا

حيا الحيا قبره وأنبت ما ... عليه من روضه الأنيق حلى

تا لله ما حلت عن ولائكم ... يوما ولا اعتضت عنكم بدلا

(208- ظ)

لكن رأيت الخمول أروح ... مما أعاني الخصام والجدلا

في دار مولى تقيم لي أبدا ... جموعه في خصومتي رسلا

يشير الى قاضي القضاة كمال الدين بن الشهرزوري، فان الجماعة كانوا يداعبونه بحضرته ويعضهونه «1» .

من كنت ليث الشرى فغادرني ... بحمل أثقال جوره جملا

أرى نهيق الحمار يطربهم ... وينكرون الجواد ان صهلا

يجحد فضلي وكل ذي أدب ... يمتار مما أصوغ مرتجلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015