سلام كنشر الروض تسري به الصبا ... فتعبق من أنفاسه وتطيب

على من يراه القلب مع بعد داره ... قريبا ويدعو وده فيجيب

امام له في الفضل أشرف رتبة ... اذا رامها خلق سواه يخيب

وقور اذا طاش الحليم حياؤه ... على نفسه فما يروم رقيب

تفل غرار السيف حدة عزمه ... فيرتاع منها الروع وهو مهيب

اذا ما علا صدر الأئمة منبرا ... فقس عليه بالبيان خطيب

حبيب حباني من جواهر لفظه ... بما قل عنه جرول وحبيب «1»

فحلى بها جيدي وقد كان عاطلا ... وجدد بردا أنهجته خطوب

وصفى لي العيش الذي هو دائما ... بتكدير أحداث الزمان مشوب

يلقح أبكار القرائح فكره ... نسيب لأرواح الأنام نسيب

ألا هل أرى نادي نداه فأرتوي ... فقد كدت من برح الغرام أذوب

والأبيات التي كتب بها خطيب خوارزم ابتداء:

هدى علم الدين المفخم شأنه ... له في عظامي والعروق دبيب

تشوقنى الذكرى اليه فأنثنى ... وأيسر ما بين الضلوع لهيب

أحن اليه حنة كلما دعت ... شآبيب دمع العين فهي تجيب

بعيدا اذا قلبت طرفي نازح ... وان لحظته فكرتي فقريب (204- و)

يشيم لكشف الغامضات مهندا ... يطبق في أوصالها ويصيب «2»

أتاني كتاب منه عم سروره ... يهش له دامي الجفون كئيب

أراه افتخارا للفرزدق زانه ... بطبع جرير مدحه ونسيب

تخيره عذب الكلام كأنه ... رضيع هذيل بالعذيب ربيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015