البرزالي الاشبيلي، ودفن بمقابر ماملا ظاهر القدس الشريف، وزرت قبره بمقبرة دفن فيها الشيخ ربيع بن محمود المارديني وغيره من الصالحين (160- ظ) حين توجهت الى الديار المصرية رسولا في سنة سبع وثلاثين وستمائة.
أبو علي الكاتب الديباجي المصري، أصله من طرابلس، وولد بالديار المصرية ونشأ بها، واشتغل بالادب والعربية والكتابة، ونظم الشعر، وكان يكتب كتابة حسنة خطا ولفظا، وكتب الانشاء للملك الكامل أبي المعالي محمد بن بكر بن أيوب، وحظي عنده، وعلت منزلته، واعتمد عليه في أمر دولته، وكان سديدا عاقلا ذا رأى وسداد، ونباهة ورئاسة، ورد حلب رسولا الى الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، روى عنه ولده أبو عبد الله محمد بن الحسن الديباجي شيئا من شعره.
أنشدنا أبو السعادات المبارك بن حمدان المعروف بابن المرحل قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن الديباجي قال: سمعت والدي ينشد لنفسه، وكان جالسا بين يدي الأسعد بن مماتي يلتمس منه توقيعا براتب له، فقال يخاطبه:
أثل «1» وأثر في الانام مآثرا ... تبقى على الأيام موثر شرحها
وافتح دواتك لي ووقع إننى ... أتوقع النصر القريب بفتحها
قال: ومن شعره أيضا يمدح شرف الدين بن الأشرف بن الجبان من قصيدة أولها: (161- و) .
أما وسحر المقل ... وحسن ذاك الكحل
وورد خديه الذي ... صاغته أيدي الخجل
وما حوى ثغرك من ... ذاك الرحيق السلسل
لأخدعن في هواك ... رقية للعّذّل
أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري قال: