ضاقت عن الحسنى عوارف طوله ... وثناه طوع هواه قلب قلّب

تبع الليالي شيمة وخليقة ... وعلى مذاهبها يجيء ويذهب

متمرض طوع الحفيظة عاتب ... ما بتّ من هفواته أتعتب

أضحي أسير هواه وهو طليقه ... وأجدّ وهو بوده متطرب

(156- ظ)

وإذا هززت هززت من لا يرعوي ... وإذا عتبت عتبت من لا يعتب

أحنو عليه بعزة مأثورة ... عندي وعاطفة ترق وتعذب

فإذا جفا واصلته وإذا هفا ... أوجدته أني المسيء المذنب

هذي لعمرك يا أخي سجية ... فينا ودين للزمان ومذهب

فاعدل إذا جار الزمان وكن ... على حكم البصيرة عاذرا من تصحب

وسم الصديق مسام نفسك واقتصد ... فالأمر مرّ وأيسر والمنية أقرب

ما أجهل الأقوام جدوا في السرى ... طلبا لمن لا يستبان فيطلب

وأقل توفيق الفتى مع طوله ... لا مورد عذب ولا مستعذب

فإذا عجبت من الزمان وأهله ... فانظر بأمرك فالقضية أعجب

تدعو الى الحسنى وأنت مجانب ... أبدا لها ولأهلها تتجنب

فاعذر أخاك وكن بما هذبته ... ورجوت صالحه به يتهذب

سيان ما أصبحتما تريانه ... شرّقت وهو على هواه مغرب

ومن شعره أيضا:

خليلي هل ماء العذيب كعهده ... برود وهل ظلال الأراك عليل

وكيف أغالي الرمل منذ تقابلت ... تمر عليه شمأل وقبول «1»

فقد طال عهدي بالديار وأهلها ... فعهدي وليلى والسقام طويل

فقا تعلما صوب الغمام فإنني ... أميل مع الأشواق حيث تميل

(157- و)

ولا تنكرا أن الديار تنكرت ... فللشوق فيها والنزاع دليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015