اذا عصبت الافواه وذبلت الشفاه، وشالت المياه «1» ، واذكت «2» الجوزاء المعزي «3» وذاب الصيهد- وصوابه الصيخد «4» - وصر «5» الجندب، «6» وضاف العصفور الضب في جحره، أو قال في وجاره، وقال قائلنا: أيها الركب غوروا بنا في ضوج هذا الوادي «7» ، واذا واد قد بد يمينا- وفي نسخة قد بدا لنا- كثير الدغل دائم العلل، شجراؤه مغنة وأطياره مرنة «8» ، فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات «9» فأصبنا من فضالات المزاود وأتبعناها الماء البارد، فانا لنصف حر يومنا ذلك ومما طلته اذ صر أقصى الخيل أذنيه، وفحص الارض بيديه، فو الله ما لبث أن جال، ثم حمحم «10» فبال، ثم فعل فعله الذي يليه واحد فواحد، فتضعضعت الخيل، وتكعكعت «11» الابل، وتقهقرت البغال فبين نافر- وصوابه ناد «12» - بشكاله وناهض بعقاله، فعلمت أن قد أتينا، وأنه السبع ففزع كل امرئ منا الى سيفه فاستله من جربانه، ثم وقفنا زردقا «13» ، فاقبل يتطالع (100- ظ) من بغيه كأنه محنوب «14» ، أو في هجار «15» مسحوب لصدره نحيط ولبلاعيمه غطيط، «16» ولطرفه وميض، ولارساغه نقيض. كأنما- يخبط هشيما، أو يطأ صريما، واذا هامة كالمجن وخد كالمسن، وعينان شجراوان كأنهما سراجان