آق سنقر بن عبد الله البرسقي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقيل اسمه سنقر وكان مملوك الأمير برسق مملوك السلطان، فترقت به الحال الى أن ولاه السلطان محمود بن محمد الموصل وولاه شحنكية بغداد، وتقدمة عسكرها في أيام المسترشد ثم عزل عن شحنكية بغداد في سنة ثمان عشرة وخمسمائة فوصل الى الموصل، واستدعاه الحلبيون الى حلب وقد حصرهم الفرنج وضاق بهم الامر فوصل اليهم في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ورحّل الفرنج عنها وملك حلب وأحسن الى أهلها، وعدل فيهم، وأزال المكوس والمظالم، ووقع إليّ نسخة التوقيع الذي كتبه لاهل حلب بازالة المكوس والضرائب وتعفية أثار الظلم والجور وكان رحمه الله على ما يحكى حسن الأحوال، كثير الخير، جميل النية، كثير الصلاة والتهجد والعبادة والصوم، وكان لا يستعين في وضوءه بأحد، وقتل رحمه الله شهيدا وهو صائم.

وكان من حديثه في ملك حلب واستيلائه عليها: أن بلك بن بهرام بن أرتق لما قتل بمنبج «1» ملك ابن عمه تمرتاش بن ايلغازي بن أرتق حلب، فباع تمرتاش بغدوين ملك الفرنج وكان أسيرا في يد بلك، فباعه نفسه، وهادنه وأطلقه ومات شمس الدولة بن ايلغازي صاحب ماردين، فتوجه تمرتاش اليها واشتغل بملك ماردين وبلاد أخيه، فلما علم بغدوين بذلك غدر بالهدنة (273- و) واتفق هو ودبيس بن صدقه، وابراهيم بن الملك رضوان بن تتش على أن نازلوا حلب، واتفقوا على أن تكون البلاد للمسلمين وأن حلب لابراهيم بن الملك رضوان لانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015