أبو الحسن القاضي الحرّاني، قدم حلب وسمع بها نظيف بن عبد الله المقرئ مولى بني كسرى الحلبي، وأبا بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، وسمع بمكة أحمد بن موسى الأصبهاني، وحدث عنهم وعن أحمد بن ابراهيم الكندي، وابراهيم بن محمد الدّيبلي.
روى عنه: أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وأبو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي الحافظ، وأحمد بن الحسين.
وكان يتولى بحلب عملا، ومدحه البحتري، وله ذكر وكان ينسب الى الغفلة.
قرأت في كتاب الصيد لأبي طالب محمد الخيمي البغدادي قال: وخبرني من حضر أسد بن جهور (23- و) الكاتب يتصيد، وكان من شدة الغفلة على ما لم ير مثله.
وقال: رأيته وقد أطلق بين يديه باز على درّاجة، ودخلته الأريحية فركض في إثره حتى إذا كسرها استخرج سكينا من خفّه وأهوى بها نحو البازي فأمرها على حلقه ليذبحه، فصاح به البازيار فكف عن البازي وأخذ الدراجة وقال: كدنا نظلمه الشقي.
قال: وكان معنا فتى ينادمه ظريف شاعر، وكان لا يزال يبلى من غفلته عنه واستخفافه به على جهة السهو بكل عظيمة فأنشأ ينشدني:
أتيت بها مقبوحة الذكر سبّة ... تبثّ على مرّ الليالي وتربع
فإن كان عمدا ما أتيت فإنه ... لعمرك لؤم واجب ليس يدفع
وإن كان عن سهو وإفراط غفلة ... فأحضر منك الهالكون وأنفع