عليه إن حل بأرض الجومة «1» ... فهي عليه سفرة مشؤومة

فسار لما جاءه رسولي ... سير همام قائل فعول

لما اجتمعنا قال: قد صح الخبر ... قلت له: ابشر فلك اليوم الظفر

قالوا لنا: قد نزلوا بمشحلا «2» ... قلت لهم: حل بهم منا البلا (47- ظ)

حتى إذا ما انتشرت خيل العدى ... ونهبت بعض الضياع والقرى

سرنا وسيف «3» الله في عدوه ... يفري ولا نفرق من نبوه

قال: اتبعوني قد رأيت الجنة ... مفتوحة وعلقوا الأعنه

فقاتلوا بالحق أهل الباطل ... والسيف في الأعداء خير فاصل

لما رأونا طلبوا منا الهرب ... وسار في إثرهم سير الطلب

لم ترعيني مثل ما رأيت ... هذا وقد قاسيت ما قاسيت

عشرين ألفا هلكت نفوسهم ... وحملت في وقعة رؤوسهم

على دواب الروم والبغال ... تقودها الأسرى من الرجال

فكانت الأسرى فويق الألف ... ما فيهم متهم بضعف

ونهب الناس من الدواب ... ومن سلاح الروم والثياب

ما ليس يحصى بالحساب والعدد ... فكم فتى لله شكرا قد سجد

وعاد ثاني يومه الأمير ... وما له ند ولا نظير

فالحمد لله على ما كان ... فكم رأيت ظفرا عيانا

كم وقعة بالروم والأعراب ... بني تميم وبني كلاب

ظفرت فيها بهم مرارا ... وكلهم يلتمس الفرارا

كم قد قتلت وسبيت الأرمنا ... والروم لكن ليس للروم فنا

بغية الطلب في تاريخ حلب ج 3 (70)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015