وأحسن الابتداءات ما ناسب المقصود، ويسمى براعة الاستهلال1؛ كقول أبي تمام يهنئ المعتصم بالله بفتح عمورية، وكان أهل التنجيم زعموا أنها لا تفتح في ذلك الوقت:
السيف أصدق إنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب2
بيض الصفائح لا سود الصحائف ... في متونهن جلاء الشك والريب3
وقول أبي محمد الخازن ينهئ ابن عباد بمولود لبنته:
بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعد ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا4
وقول الآخر:
أبشر فقد جاء ما تريد ... أباد أعداءك المبيد5
وكقول أبي الفرج الساوي يرثي بعض الملوك من آل بويه -أظنه6 فخر الدولة:
هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي7
وكذا قول أبي الطيب يرثي أم سيف الدولة:
نعد المشرفية والعوالي ... وتقتلنا المنون بلا قتال8
وترتبط السوابق مقربات ... فما ينجين من خبب الليالي9