وإن تبدلت بنا غيرنا ... فحسبنا الله ونعم الوكيل1
وكقول الحريري: "وكتمان الفقر زهادة، وانتظار الفرج بالصبر عبادة"؛ فإن قوله: "انتظار الفرج بالصبر عبادة" لفظ الحديث، وقوله: "قلنا: شاهت الوجوه وقبح اللكع ومن يرجوه" فإن قوله: "شاهت الوجوه" لفظ الحديث؛ فإنه روي أنه لما اشتدت الحرب يوم حنين أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- كفا من الحصباء فرمى بها في وجوه المشركين وقال: "شاهت الوجوه" أي: قبحت، واللكع قيل: هو اللئيم، وقال أبو عبيد: هو العبد. وكقول ابن عباد:
قال لي: إن رقيبي ... سيئ الخلق؛ فداره
قلت: دعني وجهك الجنـ ... ـة حفت بالمكاره2
اقتبس من لفظ الحديث: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".
والاقتباس منه ما لا يُنقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الأصلي إلى معنى آخر كما تقدم، ومنه ما هو بخلاف ذلك3 كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحيك ... ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي ... بوادٍ غير ذي زرع4