ومنه الاستتباع، وهو المدح بشيء على وجه يستتبع المدح بشيء آخر1؛ كقول أبي الطيب:
نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لَهُنِّئت الدنيا بأنك خالد2
فإنه مدحه ببلوغه النهاية في الشجاعة؛ إذ كثر قتلاه بحيث لو ورث أعمارهم لخُلِّد في الدنيا على وجه استتبع مدحه بكونه سببا لصلاح الدنيا ونظامها، حيث جعل الدنيا مهنأة بخلوده، قال علي بن عيسى الربعي: وفيه وجهان آخران من المدح: أحدهما أنه نهب الأعمار دون الأموال3، والثاني أنه لم يكن ظالما في قتل أحد من مقتوليه؛ لأنه لم يقصد بذلك إلا صلاح الدنيا وأهلها؛ فهم مسرورون ببقائه.
الإدماج:
ومنه الإدماج، وهو أن يُضمَّن كلام سِيق لمعنى معنًى آخر4؛ فهو أعم من