تأكيد المدح بما يُشبه الذم:

ومنه تأكيد المدح بما يشبه الذم؛ وهو ضربان:

أفضلهما: أن يستثنى من صفة ذم منفية عن الشيء صفة مدح بتقدير دخولها فيها؛ كقول النابغة الذبياني:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قِراع الكتائب1

أي: إن كان فلول السيف من قراع الكتائب من قبيل العيب، فأثبتَ شيئا من العيب على تقدير أن فلول السيف منه، وذلك محال؛ فهو في المعنى تعليق بالمحال؛ كقولهم: "حتى يبيضّ القار"؛ فالتأكيد فيه2 من وجهين: أحدهما أنه كدعوى الشيء ببينة3، والثاني أن الأصل في الاستثناء أن يكون متصلا4، فإذا نطق المتكلم بـ "إلا" أو نحوها توهم السامع قبل أن ينطق بما بعدها أن ما يأتي بعدها مُخرَج مما قبلها، فيكون شيء من صفة الذم ثابتا، وهذا ذم، فإذا أتت بعدها صفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015