وإما بلفظين من نوعين؛ كقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122] أي: ضالا فهديناه، وقول طفيل:

بساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول1

ومن لطيف الطباق قول ابن رشيق:

وقد أطفئوا شمس النهار وأوقدوا ... نجوم العوالي في سماء عَجَاج2

وكذا قول القاضي الأرَّجانيّ:

ولقد نزلت من الملوك بماجد ... فقر الرجال إليه مفتاح الغِنَى3

وكذا قول الفرزدق:

لعن الإله بني كليب إنهم ... لا يغدرون ولا يَفُون لجار

يستيقظون إلى نهيق حمارهم ... وتنام أعينهم عن الأوتار4

وفي البيت الأول تكميل حسن5؛ إذ لو اقتصر على قوله: "لا يغدرون" لاحتمل الكلام ضربا من المدح؛ إذ تجنب الغدر قد يكون عن عفة؛ فقال: "ولا يفون" ليفيد أنه للعجز، كما أن ترك الوفاء للؤم، وحصل مع ذلك إيغال حسن6؛ لأنه لو اقتصر على قوله: "لا يغدرون ولا يفون" تم المعنى الذي قصده، ولكنه لما احتاج إلى القافية أفاد بها معنى زائدا، حيث قال: "لجار"؛ لأن ترك الوفاء للجار أشد قبحا من ترك الوفاء لغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015