ومنه قوله:
لا أُمتِع العوذ بالفِصَال ولا ... أبتاع إلا قريبة الأجل1
فإنه ينتقل من عدم إمتاعها إلى أنه لا يُبقي لها فصالها لتأنس بها، ويحصل لها الفرح الطبيعي بالنظر إليها، ومن ذلك إلى نحرها، أو لا يُبقي العوذ إبقاء على فصالها2، وكذا قرب الأجل ينتقل منه إلى نحرها، ومن نحرها إلى أنه مضياف.
ومن لطيف هذا القسم3 قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} 4؛ أي: ولما اشتدّ ندمهم وحسرتهم على عبادة العجل؛ لأن من شأن من اشتدّ ندمه وحسرته أن يعضّ يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها؛ لأن فاه قد وقع فيها.
وكذا قول أبي الطيب كناية عن الكذب:
تشتكي ما اشتكيتُ من ألم الشو ... ق إليها والشوق حيث النحول5
وكذا قوله:
إلى كم تَرُدّ الرُّسْل عما أتوا له ... كأنهم فيما وهبتَ مَلام6