غيره1، وإلا صار تعمية وإلغازا، لا استعارة وتمثيلا، كما إذا قيل: "رأيت أسدا" وأُريد إنسان أبخر، وكما إذا قيل: "رأيت إبلا مائة لا تجد فيها راحلة" وأُريد الناس2، أو قيل: "رأيت عودا مستقيما أوان الغرس" وأريد إنسان مؤدب في صباه، وبهذا ظهر أنهما لا يجيئان في كل ما يجيء فيه التشبيه.

ومما يتصل بهذا3 أنه إذا قَوِي الشبه بين الطرفين بحيث صار الفرع كأنه الأصل لم يحسن التشبيه وتعيّنت الاستعارة4، وذلك كالنور إذا شُبِّه العلم به، والظلمة إذا شبهت الشبهة بها؛ فإنه لذلك يقول الرجل إذا فهم المسألة: "حصل في قلبي نور"، ولا يقول: "كأن نورا حصل في قلبي"5، ويقول لمن أوقعه في شبهة: "أوقعتني في ظلمة" ولا يقول: "كأنك أوقعتني في ظلمة".

وكذا المكني عنها حسنها برعاية جهات حسن التشبيه6.

وأما التخييلية فحسنها بحسب حسن المكنيّ عنها؛ لما بيّنّا أنها لا تكون إلا تابعة لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015