وقرينة الاستعارة إما معنى واحد؛ كقولك: "رأيت أسدا يرمي"، أو أكثر1؛ كقول بعض العرب:
فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإن في أيماننا نيرانا2
أي: سيوفا تلمع كأنها شعل نيران، كما قال الآخر:
ناهضتهم والبارقات كأنها ... شعل على أيديهم تتلهب3
فقوله: "تعافوا" باعتبار كل واحد من تعلقه بالعدل وتعلقه بالإيمان قرينة لذلك4؛ لدلالته على أن جوابه أنهم يحاربون ويُقسَرون على الطاعة بالسيف، أو معانٍ مربوط بعضها ببعض5، كما في قول البحتري:
وصاعقة من نصله تنكفي بها ... على أرؤس الأقران خمس سحائب6
عنى بـ "خمس سحائب": أنامل الممدوح؛ فذكر أن هناك صاعقة، ثم قال: "من نصله" فبين أنها من نصل سيفه، ثم قال: "على أرؤس الأقران" ثم قال: "خمس"، فذكر عدد أصابع اليد؛ فبان من مجموع ذلك غرضه7.