فإنه مستعمل في الأنف لا بقيد كونه المِرْسون1 مع كونه موضوعا له بهذا القيد لا مطلقا، وكالمشفر2 في نحو قولنا: "فلان غليظ المشافر" إذا قامت قرينة على أن المراد هو الشفة لا غير، وقال: سمي هذا الضرب غير مفيد لقيامه مقام أحد المترادفين من نحو: "ليث وأسد، وحبس ومنع" عند المصير إلى المراد منه3.

وأراد بالمفيد ما عدا الخالي عن الفائدة والاستعارة كما مر.

والشيخ عبد القاهر -رحمه الله4- جعل الخالي عن الفائدة ما استعمل في شيء بقيد، مع كونه موضوعا لذلك الشيء بقيد آخر من غير قصد التشبيه، ومثّله ببعض ما مثّله الشيخ صاحب المفتاح ونحوه؛ مصرحا بأن الشفة والأنف موضوعان للعضوين المخصوصين من الإنسان5 فإن قصد التشبيه صار اللفظ استعارة6؛ كقولهم في مواضع الذم: "غليظ المشفر"، فإنه بمنزلة أن يقال: "كأن شفته في الغِلَظ مشفر البعير". وعليه قول الفرزدق:

فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي ... ولكن زنجي غليظ المشافر7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015