الباب الثاني: القول في الحقيقة والمجاز

وقد يقيدان باللغويين1.

تعريف الحقيقة:

الحقيقة: الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب2.

فقولنا: "المستعملة" احتراز عما لم يستعمل؛ فإن الكلمة قبل الاستعمال لا تسمى حقيقة، وقولنا: "فيما وضعت له" احتراز عن شيئين:

أحدهما: ما استعمل في غير ما وضعت له غلطا؛ كما إذا أردت أن تقول لصاحبك: "خذ هذا الكتاب" مشيرا إلى كتاب بين يديك، فغلطت فقلت: "خذ هذا الفرس".

والثاني: أحد قسمي المجاز: وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له، لا في اصطلاح به التخاطب، ولا في غيره؛ كلفظة الأسد في الرجل الشجاع، وقولنا: "في اصطلاح به التخاطب" احتراز عن القسم الآخر من المجاز؛ وهو ما استعمل فيما وضع له، ولا في اصطلاح به التخاطب؛ كلفظ "الصلاة" يستعمله المخاطِب بعرف الشرع في الدعاء مجازا3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015