"بكرا فالنجاح" كان أحسن. فقال بشار: إنما بنيتها أعرابية وحشية1 فقلت: "إن ذاك النجاح" كما يقول الأعراب البدويون، ولو قلت: "بكرا فالنجاح" كان هذا من كلام المولدين، ولا يشبه ذلك الكلام2، ولا يدخل في معنى القصيدة. قال: فقام خلف فقبّله بين عينيه. فهل كان ما جرى بين خلف وبشار بمحضر من أبي عمرو بن العلاء -وهم من فحولة هذا الفن- إلا للطف المعنى في ذلك وخفائه؟

وكذلك ينزل غير المنكر منزلة المنكر3 إذا ظهر عليه شيء من أمارات الإنكار؛ كقوله:

جاء شقيق عارضا رمحه ... إن بني عمك فيهم رماح4

فإن مجيئه هكذا مدلا بشجاعته، قد وضع رمحه عرضا، دليل على إعجاب شديد منه، واعتقاد أنه لا يقوم إليه من بني عمه أحد، كأنهم كلهم عزل ليس مع أحد منهم رمح.

وكذلك ينزل المنكر منزلة غير المنكر5 إذا كان معه ما إن تأمله ارتدع عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015