من صاحب الكتاب وأبي الحسن1 لاعتماده على ما قبله2، ثم اختار أن يكون الظرف ههنا خاصة في تقدير اسم فاعل، وجوّز أيضا أن يكون في تقدير فعل ماضٍ مع "قد"، ومنع أن يكون في تقدير فعل مضارع، ولعله إنما اختار تقديره باسم فاعل لرجوع الحال حينئذ إلى أصلها في الإفراد؛ ولهذا كثر مجيئها بلا واو، وإنما جُوز التقدير بفعل ماضٍ أيضا لمجيئها بالواو قليلا، وإنما منع التقدير بفعل مضارع؛ لأنه لو جاز التقدير به لامتنع مجيئها بالواو3.
ثم قال4: وربما يحسن مجيء الاسمية بلا واو؛ لدخول حرف على المبتدأ؛ كما في قوله "من الطويل":
فقلت عسى أن تبصريني كأنما ... بَنِيّ حوالي الأسود الحوارد5
فإنه لولا دخول "كأن" عليه لم يحسن الكلام إلا بالواو؛ كقولك: عسى أن تبصريني وبني حوالي الأسود.
ثم قال6: وشبيه بهذا أن تقع حالا بعقب المفرد فيلطف مكانها7، بخلاف ما لو أفردت8؛ كقول ابن الرومي "من الطويل":