وقوله: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [الأحزاب: 25] . وقول امرئ القيس "من الطويل":

فأدركَ لم يُجْهَد ولم يثن شأوه1

وقول زهير "من الطويل":

كأن فُتَات العِهْن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا لم يحطم2

والسبب في أن جاز الأمران فيه إذا كان مثبتا دلالته على حصول صفة غير ثابتة لكونه فعلا مثبتا، وعدم دلالته على المقارنة؛ لكونه ماضيا3؛ لهذا اشتُرط أن يكون مع "قد" ظاهرة أو مقدرة حتى تقربه إلى الحال؛ فيصح وقوعه حالا. وظاهر هذا يقتضي وجوب الواو في المنفي؛ لانتفاء المعنيين4، لكنه لم يجب فيه؛ بل كان مثله، أما المنفي بـ "لما" فلأنها للاستغراق5، وأما المنفي بغيرها فإنه لما دل على انتفاء متقدم6، وكان الأصل استمرار ذلك7؛ حصلت الدلالة على المقارنة عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015