قراءة الرفع فقد حملها الزمخشري على الوصف1، وقال السكاكي2: الأولى حملها على الاستئناف دون الوصف؛ لهلاك يحيى قبل زكريا -عليهما السلام- وأراد بالاستئناف أن يكون جواب سؤال مقدر تضمنَه ما قبله، فكأنه لما قال: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} قيل: ما تصنع به؟ فقال: {يَرِثُنِي} فلم يكن داخلا في المطلوب بالدعاء3.

وقولك: "لا تشتم يكن خيرا لك"؛ أي: إن لا تشتم.

وأما العرض كقولك لمن تراه لا ينزل: "ألا تنزل تصب خيرا" أي: إن تنزل، فمولّد من الاستفهام4، وليس به؛ لأن التقدير: أنه لا ينزل؛ فالاستفهام عن عدم النزول طلب للحاصل، وهو محال.

وتقدير الشرط في غير هذه المواضع لقرينة جائز أيضا؛ كقوله تعالى: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} أي: إن أرادوا وليا بالحق, فالله هو الولي بالحق لا ولي سواه5. وقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ} [المؤمنون: 91] 1, أي: لو كان معه إله إذن لذهب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015