التقديم يستدعي حصول التصديق بنفس الفعل والشك فيما قُدِّم عليه1, ولم يقبح: "هل زيدا ضربته؟ "؛ لجواز تقدير المحذوف المفسّر مقدما كما مر، وجعل السكاكي2 قبح نحو: "هل رجل عرف؟ " لذلك، أي: لما قبح له: "هل زيدا ضربت؟ "، ويلزمه ألا يقبح نحو: "هل زيد عرف؟ "؛ لامتناع تقدير التقديم والتأخير فيه عنده على ما سبق3. وعلل غيره4 القبح فيهما بأن أصل "هل" أن تكون بمعنى "قد"، إلا أنهم تركوا الهمزة قبلها لكثرة وقوعها في الاستفهام.
و"هل" تخصص المضارع بالاستقبال، فلا يصح أن يقال: "هل تضرب زيدا وهو أخوك؟ "5، كما تقول: "أتضرب زيدا وهو أخوك؟ "، ولهذين6 -أعني اختصاصها بالتصديق وتخصيصها المضارع بالاستقبال- كان لها مزيد اختصاص بما كونه زمانيا أظهر؛ كالفعل7، أما الثاني8 فظاهر, وأما الأول9 فلأن الفعل لا يكون إلا صفة، والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء، والنفي والإثبات إنما