إلا منكم" من جماعة من الجماعات, ومنه قول السيد الحميري "من السريع":
لو خير المنبر فرسانه ... ما اختار إلا منكم فارسا1
لما سيأتي إن شاء الله تعالى أن أصله: ما اختار فارسا إلا منكم.
والمراد بصفته كونه فاعلا أو مفعولا أو ذا حال أو حالا، وعلى هذا القياس إذا كان النفي متوجها إلى ما وصفناه، فإذا أُوجب منه شيء جاء القصر2.
ويجوز تقديم المقصور عليه مع حرف الاستثناء بحالهما على المقصور، كقولك: "ما ضرب إلا عمرا زيدٌ، وما ضرب إلا زيدٌ عمرا، وما كسوت إلا جبة زيدا، وما ظننت إلا زيدا منطلقا، وما جاء إلا راكبا زيد، وما جاء إلا زيد راكبا". وقولنا: "بحالهما" احتراز عن إزالة حرف الاستثناء عن مكانه بتأخيره عن المقصور عليه؛ كقولك في الأول: "ما ضرب عمرا إلا زيدٌ" فإنه يختل المعنى3؛ فالضابط أن الاختصاص إنما يقع في الذي يلي "إلا"4.
ولكن استعمال هذا النوع -أعني تقديمها- قليل؛ لاستلزامه قصر الصفة قبل تمامها5؛ كالضرب الصادر من زيد في: "ما ضرب زيد إلا عمرا" والضرب الواقع