قال السكاكي1: "وإما لأن كونه متصفا بالخبر يكون هو المطلوب، لا نفس الخبر؛ كما إذا قيل لك: كيف الزاهد؟ فتقول: الزاهد يشرب ويطرب".

وإما لأنه يفيد زيادة تخصيص؛ كقوله "من الوافر":

متى تهزز بني قطن تجدهم ... سيوفا في عواتقهم سيوف

جلوس في مجالسهم رِزَان ... وإن ضيف ألم فهم خفوف2

والمراد: "هم خفوف". وفيه نظر؛ لأن قوله: "لا نفس الخبر" يشعر بتجويز أن يكون المطلوب بالجملة الخبرية نفس الخبر، وهو باطل3؛ لأن نفس الخبر تصور لا تصديق، والمطلوب بها إنما يكون تصديقا، وإن أراد بذلك وقوع الخبر مطلقا فغير صحيح أيضا؛ لما سيأتي4 أن العبارة عن مثله لا يتعرض فيها إلى ما هو مسند إليه؛ كقولك: "وقع القيام".

ثم في مطابقة الشاهد الذي أنشده للتخصيص نظر5؛ لما سيأتي أن ذلك مشروط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015