"فكيف بما في صدري، تلتقي الفئتان: إحداهما أحبُّ إليَّ من الأخرى؟ " (?).

وقال الإِمام الزهري -رحمه الله تعالى-: (حدَّثني عروةُ أن المِسورَ بن مَخْرَمة أخبره أنه وفد على معاويةَ، فقضى حاجتَه، ثم خلا به، فقال: "يا مسورُ، ما فعل طعنُك على الأئمة؟ "، قال: "دعنا من هذا وأحسِن"، قال: "لا والله! لتكلِّمنِّي بذاتِ نفسِك بالذي تعيبُ عليَّ" قال مسور: "فلم أترك شيئًا أعيبه عليه إلَّا بيَّنتُ له" قال: "لا أبرأ من الذنب، فهل تعُدُّ لنا يا مسورُ ما نلي من الإصلاح في أمر العامَّة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعدُّ الذنوبَ وتتركُ المحاسنَ؟ " قال: "ما تُذكَر إلَّا الذنوب"، قال معاوية: "فإنَّا نعترف لله بكل ذنبٍ أذنبناه، فهل لك يامسورُ ذنوبٌ في خاصتك تخشى بأن تهلك إن لم تُغفر؟ "، قال: "نعم"، قال: "فما يجعلك اللهُ برجاء المغفرةِ أحقَّ مني، فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مِما تلي، ولكن واللهِ لا أُخيَّر بين أمرين، بين الله وبين غيره، إلَّا اخترتُ اللهَ على ما سواه، وإنِّي على دينٍ يُقبل فيه العمل، ويُجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلَّا أن يعفوَ الله عنها"، قال: "فَخَصَمَني" قال عروة: "فلم أسمع المسورَ ذكر معاويةَ إلَّا صلَّى عليه") (?).

عن أبي راشد، قال: (جاء رجل من أهل البصرة إلى عبيد الله بن عمر، فقال: إني رسولُ إخوانك من أهل البصرة إليك، فإنهم يُقرءونك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015