السلام: (لا يستجرينَّكم الشَّيطان) يصحّ أَن يدّعى فيه معنى الأَصل أَى لا يحملنَّكم أَن تجروا فى ائتماره وطاعته، ويصحّ أَن تجعله من الجرَى أَى الرّسولِ والوكِيل ومعناه: لا تتولَّوْا وكالة الشيطان ورسالته.
جُزْءُ الشئ: ما يتقوّم به جُملته كأَجزاءِ السّفينة وأَجزاءِ البيت وأَجزاء الجملة من الحساب.
وقوله {لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} أَى نصيب وذلك [جزءُ] من الشئ. وقوله {وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} أىَ نصيبا من الأَولاد، وقيل: ذلك عبارة عن الإِناث من قولهم: أَجزأَت المرأَة: ولدتْ أُنثى. وجَزَأَ الإِبلُ مَجْزأً وجَزْءًا: اكتفى بالبقل عن شرب الماءِ. وجُزْأَة السّكين: العُود الَّذى فيه السِّيلان، تصوّراً أَنَّه جزءٌ منه. وفى الأَثر: إِنَّ الله تعالى جزَّأَ الدنيا على ثلاثة أَجزاء. فجزءٌ للكافر، وجزءٌ للمنافقين، وجزءٌ للمؤمن. فالكافر يتمتَّع، والمنافق يتزيّن، والمؤمن يتردّد. وقيل: إِنَّ الله تعالى جعل العقل أَلف جزءٍ أَعطَى منها تسعمائة وتسعين لمحمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، وفرّق جزءاً واحداً على جميع الخلائق وضرب الله له من ذلك الجزءِ نصيبا، قال الشاعر:
فهِى أَلفُ جزءٍ، رأْيُه فى زمانه ... أَقَلُّ جُزَىْءٍ بعضُه الرَّأْى أَجمعُ