فَيضه. وقيل: عظمته وهو يرجع إِلى الأَوّل، وإِضافته إِليه على سبيل اختصاصه بملكه. وسمّى ما جعله الله للإِنسان من الحظوظ الدنيويّة جَدّاً وهو البخت فقِيل جُدِدْت حَظِظْتُ.
وقوله "لا ينفع ذا الجَدّ منك الجد" أَى لا يُتوصّل إِلى ثواب الله فى الآخرة بالجَدّ، وإِنَّما ذلك بالجِدّ فى الطّاعة. ومنه قولهم: الأَمرُ بالجَدّ لا الجِدّ يعنون الأُمور الدّنيوية.
قال الشاعر:
وما بالمرءِ من عيبٍ وعار ... إِذا ما النَّائبات إِليه قَصْدُ
بجَدّك لا بجِدّك ما تلاقى ... وما جِدُّ إِذا لم يُغْنِ جَدُّ
وللشافعى:
أَرى هِمم المرءِ اكتئاباً وحسْرة ... عليه إِذا لم يُسْعدِ الله جَدّه
وما للفَتى فى حادثِ الدّهرِ حيلةً ... إِذا نَحْسُه فى الأَمر قابل سعدَه
وقيل: فى معنى (لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ) أَى لا ينفع أَحداً نسبُه وأُبوته. فكما نفى نفع البنين فى قوله {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ} كذلك نفى نفع الأُبوّة فى هذا الحديث: قال الشاعر:
الجَدّ والجِدّ مقرونان فى قَرَنٍ ... والجَدّ أَوجد للمطلوب وِجْداناً