وهو مصدر من باب الافتعال. وقد اختُلِف فى أَصله. فقيل: من تَخِذ يَتْخَذ تَخْذاً؛ اجتمع فيه التَّاء الأَصلىّ، وتاء الافتعال، فأُدغما. قال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ} وهذا قول حَسَن، لكنّ الأَكثرين على أَن أَصله من الأَخذ، وأَنَّ الكلمة مهموزة. ولا يَخلو هذا من خلل، لأَنَّه لو كان كذلك لقالوا فى ماضيه: ائتخذ بهمزتين على قياس ائتمر، وائتمن، قال تعالى: {وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ} و {فَلْيُؤَدِّ الذي اؤتمن} ومعنى الأَخذ والتَّخْذ واحد. وهو حَوْز الشئ وتحصيلُه. وذلك تارة يكون بالتَّناول؛ نحو {مَعَاذَ الله أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ} ، وتارة بالقَهْر؛ نحو {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} {وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة} {وكذلك أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القرى} ويعبر عن الأَسير بالمأْخوذ، والأَخيذ. والاتِّخاذ يُعَدّى إِلى مفعولين، ويجرى مجرى الجَعْل؛ نحو {لاَ تَتَّخِذُواْ اليهود والنصارى أَوْلِيَآءَ} {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ} تخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لِمَا أَخذوه من النِّعَم، ولم يقابلوه بالشكر.