هو مجىءٌ بسهولة. ومنه قيل للسّيل المارّ على وجهه: أَتِىُّ، وأَتاوىٌّ. وبه شُبّه الغريبُ، فقيل: أَتاوىّ. والإِتيان قد يقال للمجىءِ بالذات، وبالأَمر، والتدبير. ويقال فى الخير، وفى الشرّ، وفى الأَعيان، وفى الأَعراض، كقوله تعالى: {أَتَى أَمرُ اللهِ} {فَأَتَى الله بُنْيَانَهُمْ مِّنَ القواعد} {أَتَاكُمْ عَذَابُ الله} وعلى هذا النحو قول الشاعر:
أَتيت المروءَة من بابها
وقول الصاحب:
أَتتنِىَ بالأَمس إِتيانةً ... تُعَلِّل رُوحى برَوْح الجبان
كعهد الصِّبا ونسيم الصَّبا ... وظلّ الأَمان، ونيل الأَمانى
فلو أَنَّ أَلفاظه جُسّمت ... لكانت عقود نُحور الغوانى
وقوله تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَ الصلاة إِلاَّ وَهُمْ كسالى} أَى لا يتعاطَوْن وقوله: {يَأْتِينَ الفاحشة} فاستعمال الإِتيان هنا كاستعمال المجئ فى