وإِنَّما فخَّموا فيه؛ تعظيماً وتفرقةً بينه وبين اللاَّت. وقَوْل الإِمام فخر الدّين: اختُلِف هل اللاَّمُ المغلَّظة من اللغات الفصيحة أَم لا، لا يظهر له أَثر ههنا؛ لإِطباق العرب على التَّغليظ؛ كما قدّمناه.
وكتبوا (الله) بلامين، والَّذى والَّتى بواحدة، قيل: تفرقةً بين المعرب والمبنىّ. ويُشكِل بأَنَّهم قالوا الأَجود كَتْب اللَّيل واللَّيلة بلام واحدة. وقيل: لئلا يلتبس بلفظ إِله خطّاً.
وحذفوا الأَلِف الأَخيرة خَطًّا؛ (لئلا يشكل) باللاه اسمَ فاعل من لها يَلْهُو، وقيل [تحذف الأَلف] تخفيفاً. وقيل: هى لغة فى الممدودة - وممّن حكاه أَبو القاسم الزّجاجىّ - فاستُعملت خَطّاً. ومنها قول الشاعر:
أَقبل سيل جاءَ من عندِ الله ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغلَّهْ
وقوله:
أَلا لا بارك الله فى سهيل
والمشهور أَنَّه من باب الضرورة.
وقول الزمخشرى: ومن هذا الاسم اشتقَّ تأَلَّه واستَأْله، غيرُ سديد؛ لأَنَّ لفظ الإِلاه مشتق، وله أَصل عند الزَّمخشرى، وعلى زعمه، فكيف يكون الأَفعال المجرّدة والمزيدة مشتقَّة منه، بل يكون الأَفعال مشتقَّة من المصادر، كما هو رأى البصريّين، وبالعكس كما هو رأْى الكوفيّين.