ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة} الآية. وقال تعالى: {إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} إِلى قوله: {يَعْمَلُونَ} ، وقال تعالى لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {فاستقم كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} إِلى قوله: {بَصِيرٌ} ، فبيّن أَنَّ الاستقامة بعدم الطغيان، وهو مجاوزة الحدود. وقال: {قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحى إِلَيَّ أَنَّمَآ إلاهكم إلاه وَاحِدٌ فاستقيموا إِلَيْهِ واستغفروه} .
وسئل صدّيق الأُمّة وأَعظمُها استقامةً أَبو بكر الصِّديق رضى الله عنه عن الاستقامة فقال: أَلاَّ تشرك بالله شيئاً. يريد الاستقامة على محض التوحيد. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: أَن يستقيم على الأَمر والنهى، ولا يروغ رَوَغان الثعلب. وقال عثمان رضى الله عنه: استقاموا: أَخلصوا العمل لله. وقال علىّ رضى الله عنه وابن عبّاس: استقاموا: أَدّوا الفرائض. وقال الحسن البصرىّ: استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته. وقال مجاهد: استقاموا على شهادة أَن لا إِله إِلاَّ الله، حتىَّ لَحِقُوا بالله. وقال بعضهم: استقاموا على محبّته وعبوديته، فلم يلتفتوا عنه يَمْنة ولا يسرة. وعند مسلم عن سفيان بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله: قل لى فى الإِسلام قولا لا أَسأَل عنه أَحدا غيرك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم". وعند ثَوْبان يرفعه: "استقيموا ولن تُحصُوا، واعلموا أَنَّ خير أَعمالكم الصّلاة، ولا يحافظ على الوضوء إِلاَّ مؤمن".