الثالث للاعتقاد (كقولك: يقول الشافعى) رحمه الله.
الرابع: يقال للدّلالة على شىء، كقولك للجدار المائل يقول: إِنِّى ساقط. وقال الشاعر: امتلأَ الحوض وقال قَطْنى.
الخامس: يقال للعناية الصَّادقة بالشىء؛ كقولك: فلان يقول بكذا.
السَّادس: فى الإِلهام؛ نحو: {قُلْنَا ياذا القرنين إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ} فإِنَّ ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما رُوى وذكر، بل كان إِلهاماً فسمَّاه قولاً. وقيل فى قوله تعالى: {قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} إِن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما.
وقوله: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} فذكر أَفواههم تنبيهاً على أَن ذلك كذب مقول لا عن صحَّة اعتقاد؛ كما ذكر الكتابة باليد فى قوله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ} .
وقوله: {لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ} أَى عِلم الله تعالى بهم وحكمه عليهم، كما قال: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} .