القُنُوت ينقسم إِلى أَربعة أَقسام: الصّلاة، وطول القيام، وإِقامة الطاعة، والسّكوت. وروى عن زيد بن أَرقم رضى الله عنه: "كنَّا نتكلَّم في الصّلاة، يكلِّم أَحدنا صاحبه فى حاجته، حتى نزلت: {وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ} فأُمر بالسّكوت". وسئل ابن عمر رضى الله عنهما عن القنوت فقال: ما أَعرف القنوت إِلا طول القيام. ثمّ قرأَ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ الليل سَاجِداً وَقَآئِماً} . وقال الزجّاج: المشهور فى اللغة أَنَّ القنوت الدّعاء، وأَنَّ القانت الدّاعى. ابن الأَعرابىِّ: أَقنت: دعا على عدوّه، وأَقنت: إِذا أَطال القيام فى الصّلاة، وأَقنت: إِذا أَدام الحج، وأَقنت: إِذا أَطال الغزو، وأَقنت: إِذا تواضع لله تعالى.
وقوله تعالى: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} قيل: خاضعون، وقيل: طائِعون وقيل: ساكتون، يعنى عن كلام الآدميين، وكل ما ليس من الصّلاة فى شىءٍ وعلى هذا ما روى: "قيل أَىّ الصَّلاة أَفضل؟ قال: القنوت"، أَى الاشتغال بالعبادة ورفض كلّ ما سواه. قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً} .
قَنَط يَقْنُط ويَقْنِط قُنُوطا، وقنِط يَقْنَط - كفرح يفرح - قَنَطاً وقَنَاطة، وقَنَط يَقْنَط - كجعل يجعل - أَى يئس، وقنَّطه غيره، قال تعالى: {لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله} .