الضالين} . وقال تعالى فى حديث ذَبْح البقرة: {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} وقَرُب أَن يتحكَّم عليهم اللجَاج: {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} . ولمَّا قال النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: {وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ} أَجيب بقوله تعالى {لِّيَغْفِرَ لَكَ الله} ، ويفعل بالأعداء كما فعل بأَشياعهم من قبل: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ، {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بالمجرمين} وعرَّف عباده بأَنَّ سبب الفلاح إِنَّما هو فعل الخير وقال: {ياأيها الذين آمَنُواْ اركعوا واسجدوا وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وافعلوا الخير لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقوله تعالى: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} أَى، إِن لم تبلِّغ هذا الأَمر فأَنت فى حكم من لم يبلِّغ شيئاً.
والفِعل عامّ لِما كان بإِجادة أَو غيرها، ولِما كان بعِلم أو بغيره، وبقصد أَو بغيره، ولِمَا كان من إِنسان أَو حيوان أَو جماد. والعمل والصنع أَخصَّ منه. ويقال للذى من جهة الفاعل: مفعول ومنفعل. وفصَّل بعضهم فقال: المفعول إِذا اعتبر بفعل الفاعل، والمنفعل إِذا اعتبر قَبُول الفعل فى نفسه، فالمفعول أَعمِّ من المنفعِل / لأَنَّ المنفعل يقال لما لا يقصِد الفاعل إِلى إِيجاده وإِن تولَّد منه، كالطرب الحاصل من الغِنَاء، وتحرك العاشق لرؤية معشوقه.