لمدحه إِيّاهم بما ليس فيهم. قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى} : ما جهل. وقوله: {فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً} ، أَى عذاباً، سّماه الغىّ لأَنَّه سببه. وقيل معناه: سوف يلقون أَثر الغىّ.
وقوله تعالى: {وعصىءَادَمُ رَبَّهُ فغوى} أَى جهل، وقيل: معناه: خاب، وقيل: معناه: فسد عيشه، من غَوِىَ الفصيل غَوَى فهو غَوٍ: إِذا بَشِمَ من اللَّبَن، أَو مُنع من الرضاع، فهُزِل وكاد يهلك.
وقوله: {إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} قيل: معناه أَن يعاقبكم على غيّكم. وقيل: يحكم عليكم بغيّكم كما تقدّم فى {خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ} ، وقوله: {رَبَّنَا هاؤلاء الذين أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} إِعلاما منهم أَنا قد فعلنا بهم غاية ما كان فى وُسع الإِنسان أَن يفعل بصَدِيقه، [فإِن حق الإِنسان أَن يريد بصديقه] ما يريد بنفسه، فيقول: قد أَفدناهم ما كان لنا، وجعلناهم أُسوة أَنفسنا. وعلى هذا قوله: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} .
وتغاوَوا عليه: تعاونوا وجاءُوا من هاهنا وهاهنا وإِن لم يَقتلوا. وهو ولد غَيّة - بالفتح والكسر -: ولد زَنْية. والغوغاءُ: الجراد، والكثير المختلِط من الناس. والغاوية: الرّاوية.
آخر باب الغين