قال صلَّى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تُحْصوا". وقيل: لن تحصوا ثوابه. وقال بعض الحكماء. كونُنا مصيبين من وجه، وكوننا ضالِّين من وجوه كثيرة، فإِنَّ الاستقامة والصّواب يجرى مجرى المقرطَس من المرمىّ، وما عداه من الجوانب كلّها ضلال.
وإِذا كان الضلال تَرْكُ الطريق المستقيم، عمدًا كان أَو سهوًا، قليلاً كان أَو كثيرًا، صحّ أَن يستعمل لفظ الضَّلال فيمن يكون منه خطأ مّا. ولذلك نُسب الضلال إِلى الأَنبياءِ وإِلى الكفار، وإِنْ كان بين الضلالَيْنِ بَوْن بعيد، قال تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فهدى} ، أَى غير مهتد لما سيق إِليك من النبوّة. و {قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضالين} ، وقال: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} تنبيهًا أَنَّ ذلك منهم سهو. وقوله تعالى: {أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} ، أَى تَنْسَى، وذلك من النِّسيان الموضوع عن الإِنسان.
والضَّلال من وجه آخر ينقسم قسمين: ضلال فى العلوم النظريّة؛ كالضلال فى معرفة الوحدانيّة ومعرفة النبوّة ونحوهما المشار إِليهما بقوله: