بصيرة فى شبه

الشَّبَه، والشِّبْه، والشَّبيه، حقيقتها فى المماثلة من جهة الكيفيّة؛ كاللون والطَّعم، وكالعادلة والظلم. والأَصل فيه هو أَلاَّ يميّز أَحد الشيئين عن الآخر؛ لما بينهما من التشابه، عينًا كان أَو معنى. وقوله تعالى: {وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً} أَى يُشبه بعضُه بعضًا، لونًا وطعمًا وحقيقة، وقيل: متماثلاً فى الكمال والجودة. وقوله: {مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} معناهما متقاربان. قال تعالى: {إِنَّ البقر تَشَابَهَ عَلَيْنَا} أَى تتشابه. ومن قرأَ (تَشابَهَ على لفظ الماضى) جعل لفظه مذكّرا، و {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} أَى فى الغَىّ والجهالة.

وقوله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، المتشابه من القرآن: ما أَشكل تفسيره؛ لمشابهته غيره: إِمّا من حيث اللفظ، أَومن حيث المعنى. وقال الفقهاءُ: المتشابه: ما لا ينبىء ظاهره عن مراده. وحقيقة ذلك أَنَّ الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أَضرب: محكَم على الإِطلاق، ومتشابه على الإِطلاق، ومحكَم من وجه، ومتشابه من وجه. فالمتشابهات فى الجملة ثلاثة أَضرب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015