وقولُه: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} أَى يسمعون منك لأَجل أَن يكذِبوا، {سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} أَى يسمعون لمكانهم.
والاستماع: الإِصغاء. وقوله: {أَمَّن يَمْلِكُ السمع والأبصار} أَى مَن الموجِد لأَسماعهم وأَبصارهم، والمتولِّى بحفظها. والمسْمَع والمِسْمع: خَرْق الأُذُن. وفى دعاءِ النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يامن لا يشغله سمعٌ عن سمع، ويامَن لا تغلِّطه المسائل، ويامن لا يُبرمه إِلحاح الملحّين، ارزقنى بَرْد عفوك، وحلاوة رحمتك، ورَوْح قربك. وقال الشاعر:
لو يسمعون كما سمعتُ كلامها ... خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وسجودًا
وقد ورد السّمع فى التنزيل على وجوه:
الأَوّل: بمعنى الإِفهام: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى} أَى لا تفهمهم.
الثانى: بمعنى إِجابة الدّعاءِ: {إِنَّكَ سَمِيعُ الدعآء} .
الثالث: بمعنى فهم القلب: {أَوْ أَلْقَى السمع وَهُوَ شَهِيدٌ} ، {إِنَّهُمْ عَنِ السمع لَمَعْزُولُونَ} أَى سَمْعِ الفؤاد، {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أَى سمعنا بقلوبنا، وأَطعنا بجوارحنا.