الخلود هو تبرّؤ الشئ من اعتراض الفساد، وبقاؤه على الحالة الَّتى هى عليه. وكلّ ما يتباطأُ عنه التغيير والفساد يصفه العرب بالخلود كقولهم للأَثافىّ: خوالد. وذلك لطول [مكثها] لا لدوام بقائها. يقال: خَلَد يخلُد خُلُوداً. والخَلَد - بالتَّحريك - اسم للجُزْءِ الَّذى يبقى من الإِنسان على حالته فلا يستحيل ما دام الإِنسان حيّاً استحالة سائر أَجزائه. وأَصل المخلَّد الذى يبقى مدّة طويلة. ومنه مخلَّد لمن أَبطأَ عنه الشَّيبُ ثمّ استعير للمُبْقَى دائماً.
والخلود فى الجنَّة: بقاءُ الأَشياءِ على الحالة التى هى عليها من غير اعتراض الكون والفساد عليها، قال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} أَى مُبَقَّون بحالتهم لا يعتريهم استحالةٌ. وقيل: مقرَّطون بخِلَدة. والخِلَدة: ضرب من القِرَطَة. وإِخلاد الشئ: جعله مبَقّىً أَو الحكم بكونه مبَقًّى. وعلى هذا قوله تعالى: {ولاكنه أَخْلَدَ إِلَى الأرض} أَى ركن إِليها ظانّاً أَنَّه يَخْلُد فيها.