وعن أبان بن ثعلب عن رجل من أهل الكتاب قال: الملك الذي على أرواح الكفار يقال له دوحة.
وعن كعب قال: الخضر على منبر من نور بين البحر الأعلى والبحر الأسفل وقد أمرت دواب الأرض أن تسمع له وتطيع، وتعرض عليه الأرواح بكرة وعشية.
هذا مجموع ما وقفنا عليه من الأحاديث والآثار في مقر الأرواح، وقد اختلفت أقوال العلماء فيه بحسب اختلاف هذه الآثار.
قال ابن القيم: والتحقيق أنه لا خلاف، وأن الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت، ولا تعارض بين الأدلة فإن كلاً منها وارد على فرق من الناس بحسب درجاتهم.
قال: وعلى كل تقدير فللروح بالبدن اتصال بحيث يصح أن تخاطب ويسلم عليها ويعرض عليها مقعدها وغير ذلك مما ورد، فإن للروح شأناً آخر فتكون في الرفيق الأعلى وهي متصلة بالبدن إذا سلم المسلم على صاحبه رد عليه السلام وهي مكانها هناك، وإنما يأتي الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد، فيعتقد أن الروح من حيث ما يعهد من الأجسام التي إذا بلغت مكاناً لم يمكن أن تكون في غيره وهذا غلط محض، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء موسى قائماً في قبره، ورآه في السماء السادسة، والروح هناك كانت في مثال البدن ولها اتصال بالبدن حيث يصلي في قبره ويرد السلام، فالروح ترد عليه