قال السلفي: عود الروح إلى الجسد في القبر ثابت على الصحيح لجميع الموتى وإنما الخلاف في استمرارها في البدن، وهو أن البدن يصير حياً بها كحالته في الدنيا أو حياً بدونها، وهي حيث يشاء الله، فإن ملازمة الحياة للروح أمر عادي لا عقلي، هذا وإن البدن يصير بها حياً كحالته في الدنيا مما يجوزه العقل فإن صح به سمع اتبع وقد ذكره جماعة من العلماء، ويشهد له صلاة موسى في قبره فلا تستدعي جسداً حياً، وكذلك الصفات المذكورات في الأنبياء ليلة الإسراء كلها صفات لا أجساد ولا يلزم من كونها حياة حقيقية أن تكون الأبدان معها كما في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب وغير ذلك من صفات الأجسام التي نشاهدها بل يكون لها حكم آخر. وأما الأول كالعلم والسماع فلا شك أن ذلك ثابت لجميع الموتى، هذا كلام السبكي.
قال اليافعي: مذهب أهل السنة أن أرواح الموتى ترد في بعض الأوقات من عليّين أو من سجين إلى أجسادهم في قبورهم عند إرادة الله تعالى، وخصوصاً ليلة الجمعة ويجلسون ويتحدثون وينعم أهل النعيم ويعذب أهل العذاب مادام في عليين أو سجين، وفي القبر يشترك الروح والجسد.