وعن بحر بن نصر الصائغ قال: كان أبي مولعاً بالصلاة على الجنائز، فقال: يا بني حضرت يوماً جنازة فلما ذهبوا بذلك ودفنوها نزل القبر نفسان ثم خرج واحد، وبقي الآخر، وحثى الناس التراب، فقلت: يا قوم يدفن حي مع ميت؟ فقالوا: ما ثَمَّ أحد، فقلت: لعله شُبِّهَ لي، رجعت فقلت: لا أبرح حتى يكشف الله لي ما رأيته، فجئت القبر فقرأت عشر مرات يس وتبارك الملك وبكيت، فقلت: يا رب اكشف لي عما رأيت فإني خائف على عقلي وديني، فانشق القبر وخرج منه شخص فولى مدبراً، فقلت: يا هذا بمعبودك إلا وقفت لي أسألك فما التفت إلىّ، فقلت له الثانية والثالثة، فالتفت وقال: أنت نصر الصائغ؟ قلت: نعم: فما تعرفني؟ قلت: لا. قال: نحن ملكان من ملائكة الرحمة وكلنا بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم نزلنا حتى نلقنهم الحجة وغاب عني (.

وعن شقيق البلخى قال: طلبنا ضياء القبور فوجدناه في صلاة الليل، وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناه في قراءة القرآن، وطلبنا العبور على الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة، وطلبنا ظل يوم الحساب فوجدناه في الخلوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015