وزجوا فِي أقفيتهم وألقوهم فِي جَهَنَّم أَو يعف الله تَعَالَى عَنْهُم
اللَّهُمَّ اعْفُ عَنَّا وَعَن جَمِيع إِخْوَاننَا الْمُسلمين وَاجعَل الْقُرْآن حجَّة لنا لَا تَجْعَلهُ حجَّة علينا يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ
وأنشدوا
(عظمت مُصِيبَة حَامِل الْقُرْآن ... إِن كَانَ ملجأه إِلَى النيرَان)
(فَهُوَ الْجَزَاء لمن عصى رب الْعلَا ... دَار الْعَذَاب وموقف الخسران)
(عظمت خسارته وَجل مصابه ... عِنْد الصِّرَاط بظلمة وهوان)
(يَا رب عفوا عَن قَبِيح فعالنا ... أَنْت الدَّلِيل لجنة الرضْوَان)
فَاتَّقُوا الله معشر أهل الْقُرْآن فِي كِتَابه وَأَشْفَقُوا من أَلِيم عَذَابه وَاعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ وارغبوا فِي جزيل ثَوَابه لِأَن الْقُرْآن هُوَ لكم وَهُوَ عَلَيْكُم إِن تعملوا بِهِ ويل وثبور {فَلَا تغرنكم الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَا يَغُرنكُمْ بِاللَّه الْغرُور} لُقْمَان 33
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (عرضت عَليّ الذُّنُوب كلهَا فَلم أر فِيهَا ذَنبا أعظم من ذَنْب حَامِل الْقُرْآن وتاركه)
وَمعنى تَاركه تَارِك الْعَمَل بِهِ الْعَمَل مَعَ قلَّة الْعلم أفضل من كَثْرَة الْعلم وَقلة الْعَمَل
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (يسْأَل حَامِل الْقُرْآن عَمَّا يسْأَل عَنهُ الْأَنْبِيَاء) وَإِذا غضب حَامِل الْقُرْآن يَقُول لَهُ الْقُرْآن أما تَسْتَحي أَنا مَعَك وَأَنت تغْضب اقتد بِي تنجو وأكرمني بِالطَّاعَةِ أنجيك من الْأَهْوَال وأجوزك الصِّرَاط وأدخلك الْجنَّة
ويروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا من شَفِيع أفضل منزلَة عِنْد الله من الْقُرْآن نَبِي وَلَا ملك وَلَا غَيره) فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون على من لَا يعْمل بِالسنةِ وَالْقُرْآن كَيفَ اخْتَار النَّار على الْجنان وَعصى مَوْلَاهُ وأطاع الشَّيْطَان لقد ضل ضلالا بَعيدا وتبوأ عذَابا شَدِيدا وَبَقِي من الْخَيْر فريدا وحيدا
فيا لَهَا من مُصِيبَة مَا أعظمها وَمن حسرة مَا أدومها
رُوِيَ الْحسن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (خلف الصِّرَاط جسر عَلَيْهِ الْأَمَانَة وجسر عَلَيْهِ الرب جلّ جَلَاله وجسر عَلَيْهِ الرَّحْمَة فيا أَيهَا السَّامع لما جَاءَ من أَحَادِيث الصِّفَات والْآثَار المشكلات سلم الْأُمُور لباريها واترك تَأْوِيلهَا إِن كنت تَالِيهَا وقاريها وَعَلَيْك بخويصة نَفسك واعمل ليَوْم رمسك وَذَلِكَ الجسر عَلَيْهِ